تحدي الأزمات

أود في البداية أن أتقدم بجزيل الشكر لفادي مجاهد وساره الصواف للسماح لي بقراءة هذا الكتاب، وبمساع حميدة من الدكتور محمد شريف الصواف. وليس من الصعب فهم أهمية عمل العلاقات العامة، لأنها أيضا جزء من عملي اليومي كسفير. إن الموضوع الذي اخترتموه وثيق الصلة بالخطاب الراهن في مجتمعنا، وفي هذا الصدد، اسمحوا لي أن أؤكد على أحد الأدوار الحيوية للعلاقات العامة، ألا وهو إدارة الأزمات. أعتقد أنه في أوقات الشدائد أو الدعاية السلبية، تلعب العلاقات العامة دورا حاسما في تخفيف الضرر الذي يلحق بالسمعة. ويصبح هذا الدور أكثر صعوبة بعد أن دخلنا فيما يسمى بعصر (ما بعد الحقيقة)، والذي يتسم بانتشار المعلومات المضللة والأخبار المزيفة والتلاعب بالمعلومات.

وفي هذا السياق، يواجه المتخصصون في العلاقات العامة تحديات فريدة في بناء الثقة والمصداقية. ومنذ زمن طويل، أخبرنا الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس (161-180م) بأن “كل ما نسمعه هو رأي، وليس حقيقة، وكل ما نراه هو وجهة نظر، وليس الحقيقة”. وفي هذا الإطار، تصبح الاعتبارات الأخلاقية أكثر أهمية في عصر (ما بعد الحقيقة) حيث يجب على المتخصصين في العلاقات العامة التمسك بمبادئ الصدق والنزاهة والمساءلة مع مكافحة الممارسات الخادعة التي تقوض الثقة في المؤسسات.

وعلى العموم، لا يتحدث هذا الكتاب عن النظريات فحسب، بل يؤنسنا بالعديد من الأمثلة التي تساعدنا على فهم أهمية عمل العلاقات العامة. لقد قادنا المؤلفون، ليس فقط لفهم صعوبة العمل في العلاقات العامة، بل أكثر، لنحب هذا العمل.

تهاني القلبية على هذا الكتاب.